بسمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
رسالة الزكاة فى شهر الخير والبركات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،
ثم أما بعد: أيام قليلة و يطلّ علينا شهر الخير والبركة شهر الإحسان والصدقة ، شهرٌ أُنزِلَ فيه القرآن هدى وبينات للناس.
أيها الأحبة ،
درجت العادة أن يجعل الناس من هذا الشهر الكريم حولاً لدفع زكاة أموالهم من أجل أن يوسِّع بها الغني على الفقير والمحتاج ،كذلك طاعةً للرَّحْمَـٰنِ بإيتاء الزكاة فقال تعالى( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ). فالزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ، وقد جعلها الله تعالى فرضاً و حقاً للفقراء في أموال الأغنياء . لهذا فإن الزكاة ليست خياراً بل هي أمراً وكل من يتخلى عن أدائها فقد تخلى عن ركن من أركان الإسلام فأصبح إسلامه ناقصاً. وقد جُعلت الزكاة بعدة أشكال منها زكاة المال ، زكاة الأنعام ( الإبل/ البقر/ الغنم و الماعز)، زكاة الذهب والفضة، و زكاة الفطر ولكلٍ أحكامه وطرق إحتساب مختلفه. فلتعلموا أيها المسلمون أن إقتران ذكر الزكاة مع ذكر الصلاة في معظم آيات القرآن الكريم، ما هو إلا دلالة على أهميتها وعلو منزلتها عند الله والأجر العظيم المترتب على فعلها. فها هو ميدان الخير أمامكم ، وأبواب
الجنة فتحت للمتصدقين المحسنين فقال تعالى في كتابه العزيز : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
أيها المحسن، أيها المتصدق، أيها المزكي .
إن بلادنا تمر بأزمة صحية و إقتصادية ، تركت أثراً على إخوانٍ لكم كانوا فيما مضى مستورين يقومون بتأمين لقمة عيشهم من عرق جبينهم ، فما علينا اليوم إلا أن نشمر عن سواعدنا و نمد يد المساعدة لأخواننا ونكون كما وصفنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى . فيا باغي الخير أقبل لإبعاد الجوع والحاجة عن أهلنا وأخواننا ، فكم من عائلة متعففة لا يعلم وضعها إلا ألله وكم فقير و أرملة ومسكين ويتيم يفتقدون إلى أدنى مقومات الحياة . أقبِلوا الي فعل الخيرات و لبوا ما أًمِرْتم به تفوزوا في الدنيا بالبركة في أموالكم وذريتكم، و في الآخره جنّة
عرضها السموات والأرض . بارك الله لنا و لكم في شهر رمضان وتقبل الله أعمالنا وأعمالكم ورفع عنا الوباء والبلاء و سيئ الأسقام .
رئيس لجنة صندوق الزكاة في حاصبيا ومرجعيون
المفتي القاضي الشيخ حسن دلي